الأهلي .. المصري العنيد هزم الجغرافيا .. ويتحدى التاريخ !

 وسط ضجيج المشهد الديمقراطي الممزوج بالإحتقان، وتصاعد الجدل وغموض الرؤية في بر مصر، يأتي فوز الأهلي على هيروشيما الياباني في إنطلاقة مبارياته الكروية في بطولة كأس العالم التاسعة للأندية باليابان ،
وتأهله الكبير إلى الدور قبل النهائي للبطولة ، كإنبلاج فجر يوم جديد، يتطلع فيه المصريون ، للخروج إلى مستقبل واعد ينزعون فيه عن كاهلهم أغلال مرحلة من التقلبات  وغياب  الاستقرار وتبادل الإتهامات والجدل المُعطِل عن العمل والشكوك التي تهدد مستقبل أم الدنيا.

أؤمن بأن الرياضة لا تنفصل عن قضايا الأمم واهتمامات الشعوب والمجتمعات، وأنها رغم ذلك لابد أن تنأي بنفسها عن الإنغراس في أوحال السياسة وألاعيب السياسيين التي تخلو كثيراً من قواعد المنافسىة الشريفة والروح الرياضية ..  ولذلك فعندما تأتي الانتصارات الرياضية ، كإرهاصات ضوء وسط  ظلام المشهد المفعم بالضباب والدخان .. يكون عظمة إنجاز لاعبي الأهلي الذين أهدوه لشعبهم دون أن يبوحوا بذلك لأحد ! 

 وأقول أنه إنجاز للاهلي ، رغم أنها الخطوة الأولى في منافسات البطولة ، لأن بطل مصر وافريقيا، في طريقه ليواجه كورنثيانز البرازيلي بطل كأس أندية امريكا الجنوبية " ليبرتادوريس "، في الدور قبل النهائي في لقاء بالغ الصعوبة ، وإذا كان الأهلي القادم من بلد تجمدت فيه المنافسات الكروية وندرت المباريات الرسمية والودية ، وانتزع اللقب الأفريقي رغم ذلك ، محطماً قواعد المنطق والتوقعات الفنية ، فإنه بتجاوزه عقبة هيروشيما الياباني على أرضه ووسط جماهيره ، وفي أجواء شديدة البرودة والمطر المحمل بالثلوج ، فإن أبناء النيل ، يكونوا قد هزموا الجغرافيا بكل عناصرها  وتعقيداتها، وفي مباراتهم ضد البرازيليين أبطال أمريكا الجنوبية ، سيحاولون هزيمة التاريخ !

 الأهلي ليس غريباً عن البطولة التي شارك فيها من قبل أربع مرات، ليكون أكثر أندية العالم مشاركة  فيها منذ أن بدأت عام 2000 وأقيمت حتى الان 9 مرات، وهو أيضا يشارك نادي السد القطري في لقب صاحب أفضل إنجاز عربي ، بإحراز كل منهما المركز الثالث في البطولة.. الأهلي العنيد بدأ حملته ولن يكون آخر مساعيه امام كورنثيانز ، فإذا فاز ، فقد حقق طفرة عالمية وعربية هائلة بالتأهل للنهائي  لأول مرة ، وإذا خسر ، فإنه سيكون على موعد تاريخي آخر للعب والفوز من جديد بالمركز الثالث والميداليات البرونزية أمام مونتيري المكسيكي بطل اتحاد الكونكاكاف .. ترى هل انتبه المصريون لرسالة الأهلي ؟!