هدنة "كريات الثلج" تجلب بهجة قصيرة لدمشق المنهكة من الحرب


ألقى سكان العاصمة السورية دمشق أسلحتهم لساعات عابرة للهو بكريات الثلج وهم يضحكون متناسين مشاعر العداء في هدنة قصيرة.
وأدى تساقط نادر للثلوج التي غطت دمشق باللون الأبيض يوم الأربعاء إلى إشاعة جو من المرح بين السوريين الذين تجاهلوا للحظات حربهم الأهلية الدامية ونسوا انقساماتهم بين معارضين وموالين وجنود.

قالت إيمان وهي من سكان حي الشعلان في وسط دمشق عبر خدمة سكايب للاتصالات من خلال الانترنت يوم الخميس "الليلة الماضية سمعت لأول مرة منذ شهور صوت الضحكات بدلا من القصف. بل إن قوات الأمن ألقت أسلحتها وساعدتنا في صنع رجل الجليد."
ومضت تقول "كانت هذه هي المرة الأولى منذ زمن طويل التي أتذكر فيها أنني تحدثت مع جيراننا المؤيدين للمعارضة."
وخيم الوجوم على دمشق لشهور مع اقتراب انتفاضة عمرها 21 شهرا ضد الرئيس بشار الأسد من العاصمة حيث يدوي صوت صوت نيران المدافع والقصف القادم من مشارف المدينة.
وضربت عاصفة شتوية سوريا وجيرانها هذا الأسبوع واجتاحت الفيضانات وغطت الثلوج بلدات ومدنا في أنحاء المنطقة. لكن سكان دمشق قالوا ان الثلوج خففت من مشاعرهم الحزينة لبرهة.
قال أمين وهو من سكان وسط دمشق وكان يتحدث من خلال الانترنت "شعرنا بابتسامة غابت عن وجوهنا لعامين تقريبا وكنا جميعا سوريون وحسب... كانت قلوبنا لساعات قليلة بيضاء كالثلج."
وتحولت الانتفاضة التي بدأت سلمية ضد حكم عائلة الأسد المستمر منذ أربعة عقود إلى صراع مسلح يتحول إلى صراع طائفي على نحو متزايد وحصدت أرواح ما يزيد على 60 ألف شخص.
وفي هذه الأيام فإن شوارع دمشق تكون خاوية على الأرجح عندما يحل الظلام ويبقى الناس في بيوتهم خوفا من العنف أو الخطف. ويحرس جنود يتملكهم التوتر نقاط التفتيش والمباني العامة من الاشتباكات والتفجيرات التي تتسلل أحيانا إلى قلب المدينة.

تعليقات

المشاركات الشائعة