موظف مزيف بالأمن ينصب على 26 راغبا في ولوج سلك الشرطة


جمعت بينهما الصدفة في مقهى من مقاهي البرنوصي، الأول شاب عاطل عن العمل، والثاني موظف بالإدارة العامة للأمن الوطني، جلسا حول كأسي قهوة سوداء
، تحدث كل واحد منهما عن نفسه بالتفصيل، لقاء ودي وجد فيه كل طرف ضالته عند الآخر.

الشاب «الشومور» أعلن عن رغبته في ولوج سلك الشرطة. الرجل «المخزني» كشف عن قدرته في تحقيق هذا الحلم، تم الاتفاق بين الإثنين على قاعدة «هاك وآرا بلا حزارة» الموظف المهم لم يخف أن هناك مقابلا ماديا نظير خدمته، الحالم بأن يصبح رجل أمن قبل الشرط الذي سيقربه من بذلة البوليس".

الحقيقة المستترة في هذه الصفقة، أن هناك طرفا مخدوعا من البداية إلى النهاية، الموظف المهم نصاب ينتحل صفة موظف بالأمن، استغل لهفة باحث عن شغل لينسج خيوط لعبته بإحكام وإتقان، أول طعم رماه للطريدة قدرته على توظيفه بسلك الشرطة دون الحاجة إلى خوض مباراة، وثاني خطة للفوز بالغنيمة، كانت الاتفاق على مبلغ أربعين ألف درهم، يأخذ الوسيط نصفها مع ملف الوثائق المطلوبة، ولن يتوصل بالنصف المتبقي إلا بعد تحقيق المرا.

استمرت اللقاءات بين الشاب المخدوع والموظف المحتال، بدأت علامات التماطل والتسويف تقلق بال «البوليسي المنتظر»، رغم ذلك لم يتوقف حلمه بارتداء «كسوة البوليس». أكثر من ذلك، كشف سر الصفقة إلى أحد أصدقائه، وساعده في التعرف على الرجل المنقذ من براتن البطالة.

كاد الضحية الثاني يسلك نفس الطريق المؤدية إلى الوقوع في المصيدة، غير أن انكشاف حقيقة النصاب، جعلته هو وصديقه يقدمان شكايتهما إلى أمن البرنوصي.

تحرت عناصر الشرطة القضائية حول هوية زميلها المزيف، وبعد تجميع المعطيات والمعلومات، نصبت له كمينا بإحدى مقاهي سيدي مومن، كان الطعم فيها الضحية الثاني الذي ضرب مع المطلوب موعدا في 18 أكتوبر من أجل إتمام الصفقة، في المكان والزمان المحددين وقع المحتال في قبضة الشرطة الحقيقية.

اعترافات المتهم كانت دليلا شفهيا على احترافه للنصب، أما القرائن المادية، فقد عثرت عليها الشرطة بمسكنه، عبارة عن مجموعة من الوثائق تخص 26 ضحية، ومبلغ 25 ألف درهم، حالة التلبس بالجرم المشهود، فتحت الطريق للمحتال نحو القضاء، وأنهت حلم الضحايا الراغبين في ولوج سلك الشرطة عن طريق "الوسيطة والبسيطة." حسب "الأحداث المغربية".
. 

تعليقات

المشاركات الشائعة